هل لاحظت انتشارها المفاجئ؟
دمية لابوبو، تلك الغريبة الشكل التي لا تشبه دُمى الطفولة التقليدية، تسللت بهدوء إلى المناسبات، حفلات الزفاف، وحتى مكاتب المؤثرين والمشاهير.
في لحظة، ظهرت على شاشتك: في إنستغرام، تيك توك، وربما حتى في يد إحدى زبائنك أو صديقاتك.
الجميع يسأل: ما قصة دمية لابوبو؟ ولماذا يريدها الجميع؟
الكبار قبل الصغار يطاردونها، دون أن يدركوا تمامًا السر الحقيقي وراء هذا الهوس الجماعي.
فهل هي مجرد لعبة؟ أم وراءها خطة مدروسة؟
الحقيقة أن دمية لابوبو لم تحقق شهرتها من فراغ، بل كانت نتيجة استراتيجية دقيقة صنعتها واحدة من أذكى شركات الألعاب في العالم.
في هذا المقال، نأخذك خلف الكواليس لنكشف كيف تحوّلت دمية لابوبو إلى ترند عالمي، وكيف يمكنك أنت أيضًا كصاحب متجر أو علامة تجارية أن تستفيد من أسرار هذا النجاح المدهش.
لم يكن أحد يتوقّع أن دمية لابوبو، بتصميمها الغريب الذي لا يُشبه شخصيات الرسوم التقليدية، ستتحول إلى ظاهرة عالمية.
ففي عام 2015، ابتكر الفنان الصيني Kasing Lung شخصية لابوبو ضمن سلسلة فنية تُدعى The Monsters، تستهدف الكبار الذين يعشقون جمع الشخصيات الغريبة والنادرة.
تصميم لابوبو لم يكن “جميلاً” بالمعنى الكلاسيكي، بل كان أقرب إلى الكائنات الخيالية — مزيج من الوحوش الطفولية والمشاعر الغامضة، وهذا ما منحها تفرّدها.
التحوّل الحقيقي بدأ عندما التقطت شركة ناشئة صينية تُدعى Pop Mart هذه الشخصية، وقدّمتها للعالم برؤية تسويقية مختلفة كليًا.
الشركة، التي تأسست في بكين، أدركت أن المستهلك المعاصر لا يشتري المنتج فقط، بل يشتري التجربة التي ترافقه.
ومن هنا، وُلد مفهوم Blind Box صندوق مغلق لا تعرف ما بداخله إلا بعد فتحه.
فكرة بسيطة،لكنها عبقرية.
هذا النموذج غيّر قواعد اللعبة، وحوّل تجربة اقتناء دمية لابوبو إلى لحظة تشويق، وإدمان نفسي، وجزء من الثقافة الشعبية الحديثة.
تخيّل أن تشتري شيئًا لا تعرف ما هو.
صندوق صغير، ملوّن، لا يحمل صورة واضحة لمحتواه فقط وعد بالمفاجأة. قد تحصل على النسخة التي تحبها، أو واحدة لا تعني لك شيئًا. ومع ذلك، تُكرر التجربة. ثم تُدمن.
هذا بالضبط ما فعلته شركة Pop Mart حين قدّمت واحدة من أذكى أدوات التحفيز السلوكي في التسويق الحديث:
نموذج Blind Box الصندوق المفاجأة.
في عالم دمية لابوبو، لم يكن المنتج وحده هو ما يجذب الناس، بل تجربة اقتنائه كانت جزءًا أساسيًا من القيمة.
النموذج اعتمد على عناصر نفسية فعّالة:
كل صندوق يحتوي على دمية واحدة من مجموعة متنوّعة:
بعض النسخ شائعة، وبعضها نادر جدًا، لدرجة أن اقتنائها يُعد “إنجازًا” لهواة الجمع حول العالم.
المشاركة المجتمعية والانفجار الرقمي
هذا النموذج لم يخلق فقط دافع شراء، بل خلق أيضًا حالة اجتماعية تشاركية:
عيش تجربة تشويقيةكاملة
مع الوقت، لم تعد دمية لابوبو تُشترى بسبب شكلها الغريب فقط، بل لأنها تمثّل تجربة متكاملة.
لحظة الشراء أصبحت مزيجًا من:
مفاجأة + أمل + توتر.
اقتناء لابوبو صار رمزًا للانضمام إلى “نادي النخبة” أولئك الذين يملكون النسخ النادرة.
وهكذا، لم يكن نموذج Blind Box مجرد فكرة تسويقية، بل أصبح حجر أساس في نجاح دمية لابوبو عالميًا.
في كل ترند ضارب، يقف خلف الكواليس فريق تسويق يفكّر خارج الصندوق، يربط بين علم النفس وسلوك المستهلك، ويتقن إدارة الزمان والمكان.
وهذا تمامًا ما قامت به Pop Mart في تسويق دمية لابوبو، حيث لم تعتمد على حملة واحدة، بل طبّقت استراتيجية تسويق رقمي متكاملة اعتمدت على التدرّج، والإثارة، والتجربة الشخصية.
ضمن ما يُعرف في التسويق النفسي، استخدمت Pop Mart مبدأ الندرة المصطنعة بإتقان:
النتيجة؟
من أبرز أدوات التسويق بالمؤثرين (Influencer Marketing) أن Pop Mart اختارت مشاهير بعناية فائقة:
هذا النوع من الترويج يعمل على مستوى أعمق من مجرد إعلان:
أحد أهم أسرار نجاح الحملات في استراتيجية تسويق المنتج هو “التخصيص”:
هذه الخطوة وسّعت نطاق الجمهور، ووصلت دمية لابوبو إلى:
ضمن ما يُعرف بـ استراتيجية إدارة العرض والطلب، قامت Pop Mart بخطوة جريئة:
هذا النوع من التكتيك يُصنّف ضمن:
بعد أن نجحت Pop Mart في فرض سيطرتها على أسواق آسيا وأوروبا، لم يكن التوسع في الوطن العربي إلا خطوة تالية منطقية. لكن ما حدث في الخليج، وتحديدًا في السعودية، فاق كل التوقعات. هنا لم تصل عروسة لابوبو كمجرد لعبة… بل كظاهرة اجتماعية.
من التيك توك إلى قاعات الأفراح
التيك توك كان البوابة السحرية.
لكن نقطة التحول الحقيقية كانت ظهور لابوبو في حفلات الزفاف السعودية:
وهكذا، انتقلت لابوبو من “لعبة” إلى رمز طبقة اجتماعية متميزة، ونجحت تسويق عروسة لابوبو في الاندماج مع الثقافة المحلية بطريقة غير متوقعة.
ظهور الترند في السوق السعودي لم يكن مجرد تصدير دمية، بل:
هنا، بدأ أصحاب المتاجر ومؤسسو العلامات التجارية يطرحون السؤال:
“هل يمكننا صناعة ترند مماثل؟
هل يمكننا أن نقدم منتجًا بسيطًا… يتحول إلى ظاهرة؟”
وهذا هو مدخلنا للمرحلة التالية:
كيف يمكن لأي متجر أو براند سعودي أن يطبّق نفس استراتيجية تسويق عروسة لابوبو… بأسلوبه الخاص؟
بعد أن رأينا كيف بدأت لابوبو من فكرة فنية في الصين، ونجحت Pop Mart في تحويلها إلى منتج عالمي، ثم كيف اخترقت الأسواق الخليجية لتصبح جزءًا من الثقافة اليومية… يبقى السؤال الأهم: هل يمكننا تكرار التجربة؟ وهل يمكن لعلامتك التجارية أن تبني ترندًا يشبه هذا النجاح؟
الإجابة: نعم، ولكن بشروط.
وراء كل منتج تحبه الناس، هناك “قصة” تحرك مشاعرهم.
اسأل نفسك: ما القصة التي سيحكيها منتجي؟ ولماذا يهتم بها الجمهور الآن؟ هل منتجي يعكس قلقهم، أحلامهم، طفولتهم، أو تمردهم؟ هذه الخطوة تقع في صميم التسويق العاطفي (Emotional Marketing).
المنتج ليس فقط ما يُباع… بل كيف يُباع.
حتى لو لم تكن تبيع دمية، هل يمكنك أن تصمّم تجربة فيها عنصر المفاجأة؟
هل يمكنك أن تُقدّم إصدارات متنوّعة، أو تُطلق “حزم مفاجآت” رقمية أو ملموسة؟
مثال تطبيقي للمنتجات الرقمية:
أطلق مجلد أدوات تنظيم فيه مفاجآت: 3 أدوات، واحدة منهم حصرية لا تُكشف إلا بعد الشراء.
هذا يضيف قيمة للتجربة، ويُحفّز الشراء — وهو جزء من تصميم تجربة المستخدم (UX Marketing)
ليس كل شيء يجب أن يكون متاحًا دائمًا.
هكذا، تُحوّل الطلب العادي إلى لهفة، تمامًا كما فعلت Pop Mart في تسويق عروسة لابوبو.
Pop Mart لم تروّج لابوبو بإعلانات مباشرة، بل جعلت المؤثرين يظهرونها في حياتهم اليومية.
هذا هو جوهر التسويق بالمحتوى العضوي (Organic Influencer Marketing).
خطوتك:
اختَر مؤثرين حقيقيين يناسبون جمهورك، وأعطهم الحرية ليقدّموا منتجك بأسلوبهم.
اللحظة التي ظهرت فيها لابوبو في الزفاف الخليجي كانت لحظة عبقرية.
ليست الشركة من فعلت ذلك، بل الجمهور.
لكن السؤال هو:
هل تقدر أنت تصنع لحظة مشابهة؟
في النهاية، دمية لابوبو لم تكن مجرد دمية، بل كانت نموذجًا حيًّا يُدرّس في التسويق العصري.
من تصميمها الغريب، إلى تجربة الشراء المفاجئة، وصولًا إلى انتشارها في المناسبات الاجتماعية كل تفصيلة كانت مدروسة بدقة.
وراء هذا الترند تقف خطة تسويقية ذكية، تجمع بين فهم السلوك البشري، وخلق الندرة، وبناء الانتماء.
ليست المسألة في المنتج بحد ذاته، بل في الطريقة التي يُقدَّم بها.
والسؤال الآن: هل تمتلك الشجاعة لتفكّر خارج المألوف؟ هل أنت مستعدّ لتصنع منتجًا يحمل قصة، ويخلق تجربة، ويبني ولاءً؟
لأن النجاح في هذا العصر لا يتطلب فقط فكرة، بل رؤية، وجرأة، وخطة مثل تلك التي وقفت خلف تسويق عروسة لابوبو
اجذب المزيد من العملاء، وسرّع نمو مبيعاتك، وحقق نتائج قوية قابلة للقياس من خلال تسويق استراتيجي قائم على البيانات ويهدف إلى الفوز